"الشعب يريد إسقاط النظام" يرتفع في شوارع مصر


مظاهرات في ميدان التحرير "الشعب يريد إسقاط النظام"
 ·  بعد الاحتجاجات التي بدأت على شبكات التواصل الاجتماعي ضد السيسي، خرج العديد من المتظاهرين إلى شوارع القاهرة.
 ·  خلف هذه المظاهرات يقف رجل الأعمال المصري محمد علي الذي يعيش في إسبانيا.

عاد المتظاهرون أمس (الخميس) إلى ميدان التحرير في العاصمة المصرية للتظاهر ضد الحكم العسكري. وإلى جانب القاهرة احتشدت أعداد كبيرة في الإسكندرية ومدن أخرى، وقد قطعوا الطرق وطالبوا السيسي بالتنحي. "الشعب يريد إسقاط النظام" كان هذا هو هتاف المتظاهرين، الذي بدأ على شبكات التواصل الاجتماعي وغرد به مئات الآلاف ضد الرئيس السيسي.
هذا وقد تسبب المتظاهرون في اختناق مروري ضخم على مدار ساعات طويلة. وقامت قوات الأمن المصرية باعتقال بعض المتظاهرين خلال أمس واستخدموا قنابل الغاز المسيلة للدموع من أجل تفريقهم. وكذلك فقد تم إغلاق عدد من الشوارع في القاهرة ومن بينها الطرق المؤدية للتحرير، حتى عاد الوضع إلى ما كان عليه.

منذ تولى السيسي السلطة وهو يحاول كسر الحلقة المفرغة التي تدور بها مصر. فمن ناحية كان دعْم الدولة للوقود والسلع الغذائية يثقل ميزانيتها، ومن ناحية أخرى كان للإرهاب تأثير شديد على السياحة وأمن الإبحار في قناة السويس.
والنتيجة هي نفقات كثيرة لميزانية الدولة بسبب الانخفاض الحاد في الإيرادات. ولقد حاول السيسي كسر هذه الحلقة بتقليل الدعم ومكافحة الإرهاب. حتى وصل الأمر إلى بيع جزيرتي تيران وصنافير للسعودية من أجل زيادة إيرادات ميزانية الدولة.
وبالرغم كل هذا فإن الشباب في مصر غاضب.
على مدار سنوات صار التعليم الأكاديمي متاحا بالمجان لكل طالب، في الوقت الذي راح فيه القطاع العام ينمو وينمو. وهكذا خُلقت طبقة من المثقفين العاطلين الذين فهموا أنه لا يمكنهم الترقي في السلم الاجتماعي بلا وساطة.
وعلى هذا الوتر راح يلعب رجل أعمال مصري يدعى (محمد علي). اسم "محمد علي" يثير في ذاكرة المصريين الكثير والكثير. ففي بداية القرن الـ19، وصل مصرَ ضابطٌ عثماني من أصل ألباني يدعى (محمد علي). وفي سلسلة من الأحداث العنيفة، أمسك بالسلطة وحوّل نفسه لقوة صاعدة في الشرق الأوسط. وأسس أسرة تم تنحيتها بعد أكثر من 100 عام في ثورة الضباط عام 1952.
اتهم محمد علي -في سلسلة فيديوهات انتشرت على نطاق واسع على شبكات الإنترنت- الجنرال السابق السيسي بالفساد، ودعا الناس إلى الخروج إلى الشوارع يوم الجمعة. "علي" نفسه كان مقاولا للجيش على مدار 15 سنة، إلا إنه الآن موجود على "مسافة آمنة" في إسبانيا فيما يمكن تسميته "منفى تطوعيا".
وعلى حد زعمه، فإن السيسي يهدر ملايين الدولارات من ميزانية الدولة على بناء القصور والفيلات والفنادق، في الوقت الذي يئن فيه الشعب المصري تحت وطأة الأحكام الاقتصادية الجائرة. صحيح أن السيسي سمى اتهامات (علي) بـ"الأكاذيب"، إلا إنه لم ينكر بناءه لهذه القصور. ويعتقد أن هذه المشروعات تم بناؤها من أجل مصر مما سيساعد على تحسين وضع السياحة.
جدير بالذكر أن (محمد علي) قد حصل على الدعم والتمكين من شبكة الجزيرة القطرية. وكما هو معلوم فالقاهرة قد قاطعت الدوحة ديبلوماسيا.. لذا فهي سعيدة لتقويض استقرار الحكم العسكري الذي أطاح بحلفائها من الإخوان المسلمين في 2013. وفي البث الذي تمت إذاعته على شبكة الجزيرة في وقت المظاهرات، طالب (علي) من وزير الدفاع المصري أن يعتقل السيسي.
السيسي نفسه قد تم تعيينه من قَبلُ وزيرا للدفاع وأطاح بسابقه (محمد مرسي) من الإخوان المسلمين.
وفي الخميس الأخير توجه المقاول المصري في حديثه إلى الرئيس قائلا "وقته قد مضى". وكما ذُكر سابقا، فلقد دعا الجموع إلى الخروج للشوارع في يوم الجمعة، وطالب، من بين ما طالب به، بالإفراج عن كل المعتقلين السياسيين. وأضاف "في مساء الجمعة، مسلمون ومسيحيون وليبراليون وأعضاء الإخوان المسلمين ومثقفين وكل الطوائف، سيخرجون للمظاهرات وهم يرقصون ويطلقون نفير سياراتهم ويستمعون إلى الموسيقى الشعبية"، وطالب (علي) بشدة قوات الأمن المصرية بعدم التعرض للمتظاهرين وبالدفاع عنهم.

رابط الخبر باللغة العبرية تجدونه هـــــنــــــا


0/أضف تعليق