تقرير شامل: صواريخ إيرانية
تضرب قواعد إسرائيلية: كشف هشاشة الدفاعات والرقابة العسكرية
في تطور مفاجئ يهز موازين
القوى في الشرق الأوسط، كشفت صحيفة "التلغراف" البريطانية عن سلسلة ضربات
صاروخية إيرانية ناجحة، استهدفت قواعد عسكرية إسرائيلية حساسة خلال الحرب الأخيرة.
هذه الضربات —التي وثقتها صور أقمار صناعية وتحليلات استخباراتية أمريكية— أصابت منشآت
حيوية كان يُعتقد أنها منيعة، مثل قاعدة "تل نوف" الجوية وقاعدة
"8200" الاستخباراتية في "غليلوت". المقال التالي يقدم تقريرًا
شاملًا حول هذه الأحداث ويكشف عن ضعف غير متوقع في المنظومة العسكرية الإسرائيلية.
تفاصيل الضربات الإيرانية
على القواعد الإسرائيلية
وفقًا لـ
"التلغراف"، فقد أصابت ستة صواريخ إيرانية بشكل مباشر قواعد تابعة للجيش
الإسرائيلي، موزعة على مناطق استراتيجية في الشمال والجنوب والوسط. من أبرز هذه
القواعد التي تعرضت للقصف:
·
قاعدة تل نوف الجوية: إحدى أهم قواعد الطيران الحربي الإسرائيلي، وهي التي تُعد
مركزًا لعمليات جوية حساسة.
·
قاعدة 8200 في غليلوت: القلب النابض للاستخبارات الإسرائيلية المتقدمة، ويحمل استهدافها
دلالات استراتيجية خطيرة تتعلق بقدرة إسرائيل على جمع المعلومات وتحليلها.
·
قاعدة صيانة عسكرية: لم يُفصَح عن موقعها الدقيق، لكنها تُعد حيوية للجهوزية
الفنية للمعدات القتالية الإسرائيلية.
التعتيم الإعلامي
والرقابة العسكرية في إسرائيل: لماذا الصمت الإسرائيلي؟
على الرغم من حجم هذه
الضربات وأهميتها، فلم تُنشر أية تقارير عنها في وسائل الإعلام الإسرائيلية؛ وذلك
بسبب الرقابة العسكرية المشددة المفروضة خلال فترات النزاع. واكتفى المتحدث باسم
الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بتصريح مقتضب يشير إلى "جاهزية جميع
الوحدات ذات الصلة العملياتية طوال فترة العملية العسكرية". هذا التصريح
يفتقر للشفافية ويؤكد سياسة التعتيم التي تتبعها إسرائيل في مثل هذه الحالات
الحساسة، مما يثير تساؤلات حول مدى جدية الأضرار.
تحليلات الأقمار الصناعية
تفضح الأضرار الحقيقية
وقد استند التقرير إلى
تحليلات دقيقة أجراها خبراء من جامعة "أوريغون" الأمريكية،
المتخصصون في تحليل آثار القصف باستخدام بيانات الأقمار الصناعية. أظهرت هذه
التحليلات تغيرات واضحة في البيئة العمرانية للمواقع المستهدفة، ما يؤكد وقوع
انفجارات مباشرة داخل قواعد عسكرية إسرائيلية.
وأوضح التحليل أن:
·
الهجمات الإيرانية الأخيرة تُضاف إلى 36 إصابة أخرى سابقة
داخل الأراضي الإسرائيلية.
·
الصواريخ الإيرانية تمكنت من اختراق أنظمة الدفاع الجوي
المتطورة.
·
وقوع أضرار كبيرة في البنية التحتية ومبانٍ سكنية.
·
مقتل 28 مدنيًا إسرائيليًا نتيجة القصف
الصاروخي.
تصاعد نسبة اختراق
الصواريخ للدفاعات الإسرائيلية
وفقًا لتحليل
"التلغراف"، فقد ارتفعت نسبة الصواريخ التي أصابت أهدافًا مباشرة داخل
إسرائيل بشكل تدريجي خلال الأيام الثمانية الأولى من الحرب التي استمرت 12 يومًا. وتشمل
الأسباب المحتملة لهذا التصاعد:
·
انخفاض مخزون صواريخ الاعتراض الإسرائيلية بسبب كثافة القصف المستمر.
· تطور تكتيكات الإطلاق الإيرانية،
التي أصبحت أكثر مرونة وخداعًا للرادارات.
·
استخدام صواريخ إيرانية عالية الدقة ومتقدمة تكنولوجيًا، مما يجعل
اعتراضها أكثر صعوبة.
ورغم ادعاء إسرائيل أن
نسبة اعتراض الصواريخ بلغت 87%، فإن البيانات قد أظهرت أن 16% من الصواريخ نجحت
في اختراق الدفاعات في اليوم السابع من الحرب، ما يؤشر إلى خلل هيكلي في
المنظومة الدفاعية الإسرائيلية المتطورة.
الاستخدام الإعلامي
الإيراني للضربات الناجحة
في إيران، استغل الإعلام
الرسمي هذه الضربات الناجحة لترويج صورة النصر أمام الرأي العام. وجرى بث لقطات
مصورة توثق لحظات اختراق الصواريخ الإيرانية لأنظمة الدفاع الإسرائيلي، في محاولة
لتأكيد قدرة طهران على تجاوز "أسطورة التفوق الدفاعي الإسرائيلي".
هذا، وقد صرح كوري شير،
الباحث في جامعة أوريغون، بأن فريقه يعمل على تقييم شامل لأضرار الحرب في كل من
إسرائيل وإيران، وأن النتائج الكاملة ستُنشر خلال أسبوعين، مما قد يكشف المزيد من
المفاجآت بشأن هشاشة الوضع داخل إسرائيل.
تعليق على المقال: ما لا
يُقال أخطر مما يُقال
-
من الواضح أن حجم هذه الضربات، ومدى تعقيدها، وتوقيتها، يُظهر
مدى تآكل الردع الإسرائيلي. فعلى الرغم من الاستثمار الضخم في أنظمة الدفاع
الجوي مثل "القبة الحديدية"، و"حيتس 3"، و"مقلاع
داوود"، فإن الواقع أثبت أنها ليست درعًا منيعًا كما كان يُروج.
-
كما أن التصريحات الإسرائيلية المختصرة والصمت الإعلامي لا
يعكسان إلا ارتباكًا حقيقيًا داخل غرف القيادة العسكرية. والحديث عن
"جاهزية" الوحدات لا يُخفي حقيقة أن قواعد رئيسية جرى اختراقها، وأن هناك
مئات من الجنود والضباط قد أصيبوا، بالإضافة إلى مقتل العشرات من العسكريين والمدنيين،
إن لم يكن مئات.
-
إلى جانب هذا، فإن استهداف قاعدة 8200 تحديدًا يحمل
دلالات استراتيجية خطيرة؛ لأنها تمثل العمود الفقري للعمل الاستخباراتي
الإسرائيلي، ونجاح ضربها يعني اختراقًا لا يستهان به في البنية المعلوماتية
والأمنية الإسرائيلية.
الخلاصة: هزيمة نفسية قبل
أن تكون ميدانية
يكشف هذا التقرير أن
إسرائيل لم تتلقَّ ضربات "جسدية" فحسب، بل ضربات نفسية ومعنوية تشكك في
أسس "أسطورة التفوق" التي قامت عليها عقيدتها العسكرية. وما حدث ليس سوى
بداية لتحوّل كبير في معادلات الردع بالمنطقة، ورسالة مباشرة مفادها أن زمن
السيطرة المطلقة قد انتهى. هذا التقرير يسلط الضوء على واقع جديد قد يغير الحسابات
الاستراتيجية للعديد من الأطراف.
المصدر: https://news.walla.co.il/item/3762811
#أحمد_الجرواني
إرسال تعليق