يوم كيبور/ يوم الغفران

عيد يوم الغفران/ يوم كيبور

יום כיפור

يعتبر "يوم كيبور"، أو يوم الغفران، أهم الأعياد اليهودية على الإطلاق، ويعتبر أقدس يوم في السنة، ولذلك يطلق عليه سبت الأسبات؛ إذ السبت عندهم مقدس، فكأن هذا اليوم أشد قداسة من كل أيام السبت. وكان كبير الكهنة في الماضي يذهب إلى قدس الأقداس[1]، ويتفوه باسم الخالق "يَهْوَهْ" الذي يحرم نطقه تماما إلا في هذه المناسبة.

وكلمة كيبور/כיפור تعني الغفران، وهي نفس الجذر العربي: ك.ف.ر الذي من معانيه تكفير الذنوب، أي غفرانها.

وبحسب التراث الحاخامي، فإن يوم الغفران هو اليوم الذي نزل فيه موسى من سيناء، للمرة الثانية، ومعه لوحَا الشريعة، حيث أعلن أن الرب غفر لهم خطيئتهم في عبادة العجل الذهبي. وعيد يوم الغفران هو العيد الذي يطلب فيه الشعب ككل الغفران من الإله. ولذا، فإن الكاهن الأعظم كان يقدم في الماضي كبشين قربانًا للإله نيابة عن كل جماعة يسرائيل، وهو يرتدي رداءً أبيض، علامة الفرح، وليس رداءه الذهبي المعتاد. وكان الكاهن يذبح الكبش الأوَّل في مذبح الهيكل ثم ينثر دمه على قدس الأقداس. أما الكبش الثاني، فكان يُلقَى من صخرة عالية في البرية لتهدئة عزازئيل (الذي يمثل الروح الشريرة عندهم)، وليحمل ذنوب جماعة يسرائيل. وهناك طقس يُسمَّى "كابَّاروت/ כפרות" يقضي بأن يمسك أحد أفراد الأسرة بدجاجة ويمررها على رؤوس البقية حتى تعلق ذنوبهم بالدجاجة.



ويبدأ الاحتفال بهذا العيد قبل غروب شمس اليوم التاسع من تشري (فهو إذن اليوم الأخير من أيام التكفير أو التوبة العشرة التي تبدأ بعيد رأس السنة وتنتهي بيوم الغفران)، ويستمر إلى ما بعد غروب اليوم التالي، أي حوالي 25 ساعة، يصوم اليهود خلالها ليلا ونهارا عن الأكل والشرب والجماع، ولا يقومون بأي عمل آخر سوى التعبد.

راجع مقالة "التقويم العبري".

والصلوات التي تُقام في هذا العيد هي أكثر الصلوات اليومية لليهود وتصل إلى خمس، وهي الصلوات الثلاث اليومية مضافًا إليها الصلاة الإضافية (مُوساف/ מוסף) وصلاة الختام (نعيلاه/נעילה)، وتتم القراءة فيها كلها وقوفًا. وتبدأ الشعائر في المعبد مساءً بتلاوة دعاء كل النذور (כל נדרי)، ويختتم الاحتفال في اليوم التالي بصلاة الختام التي تعلن أن السماوات قد أغلقت أبوابها. ويهلل الجميع قائلين: "العام القادم في القدس المبنية"، ثم يُنفخ في البوق (الشوفار/שופר) بعد ذلك.

ومن المعتاد أن يبارك اليهودي للآخر في هذه الأيام (بداية من رأس السنة وحتى قبل يوم الغفران، وهناك قول بأنه من أول شهر أيلول[2] وحتى يوم الغفران) بقوله: חתימה טובה والتي تعني ختاما سعيدا أو توقيعا سعيدا، أو כתיבה וחתימה טובה أي أتمنى لك كتابة وختاما سعيدا، وذلك لأنهم يعتقدون أن القدر يكتب في هذه الأيام، ثم يختم في يوم الغفران، ولذلك يخصصون هذا اليوم بقولهم "גמר חתימה טובה" يعني أتمنى لك نهاية سعيدة لكتابة قدرك.

ومن الذكريات التي يحملها هذا اليوم: حرب العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر، الموافق ليوم الغفران عام 5723 عبرية.



[1] مصطلح في الكتاب المقدس العبري يشير إلى الحرم الداخلي لخيمة الاجتماع. وسيأتي الحديث عنه في مقال قادم إن شاء الله.

[2] الشهر الأخير من التقويم العبري.

0/أضف تعليق